إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 29 فبراير 2012

سيدة اللحظة


للعاشقين عند الوداع ....طقوسُهم
أولها صمتهم
ففي الصمت تتوقف الكلمات عن ترديد  صداها ...فلم تعد هي سيدة اللحظة  ..
هناك لغة أخرى تجتاح المكان
تُخبر المارين ممن يفهمون لغة الصمت
أن في هذه اللحظة ..قد فُصل قلبُ عن جسد
ليُحيلهُ  إلى تجويفٍ خاوي ... لا روح فيه
تخبرنا العيون
ما عجزت عن إيصاله قواميسٌ من الكلمات
تُخبرنا
أن الحب  مهما كبر ...فأن لحظة شكٍ واحده كفيلةٌ  أن تقتله
أن خذلان الحبيب لنا
يُشًيع روح الغفران لزلاته في  مقابر الخيبة
تُخبرنا
كيف تُصبح ذكرياتٌ لطالما أسعدتنا ..
بين ليلة وضحاها
ذكرياتٍ تستدعي أسرابً من النوح والبكاء
كيف يصبح الشوق لمن أحببنا
كقيدٍ   يسجُنُ  الروح
لتظل سامرتً   ..محكومٌ عليها أن تُعيد تلك اللحظة
لحظة الوداع
مراراً وتكراراً وتتجرع مُرّها
........
في آخر الثواني الراكضة في لقائهم
         حين يُدير الحبيب ظهره لمن أحبته
يسودُ صمتٌ ثانً !!
فهناك لغةٌ أخرى ..تجتاح الصمت
دمعةُ تسقط لتحتضن رصيف المارة
فتبعثرُ الصمت المطبق
عبثاً تحاول العين أن تمنعها
متناسية أنها آخرُ طقوس الوداع
متناسية أنها .الآن .......سيدةُ اللحظة



الأربعاء، 22 فبراير 2012

لم أخسر شيئاً

رغم عمرها المزين بأربعةٍ وعشرين  ربيعاً .كانت دائمة الهدوء من يراها لأول مرة، يشعُر أمامها بالرهبة وبقوة شخصيتها،ولكن ذلك الشعور كان بلمح البصر يختفي عندما تبتسم .ليزيل كل ذلك الخوف والقلق ويُسكن مكانه الراحة والطمأنينة ، كانت من الأشخاص الذين تشعر بقربهم برغبة تجتاحُك للتحدث أليهم لترمي همومك  وأحزانك  على كتفها ، وأنت على يقين أنه لن يغير من وداعتها ولا هيبيتها شيئاً ولن يُعكر صفو روحها المتفائلة  ،كانت تُشعرك أن المصائب والهموم أمامها   إلا كهبت ريحاً قوية أرجعتها خطوة للخلف ومالبثت إلا ان عوضتها بعشر خطوات إلى الأمام .
كانت تملك من الحنان مايكفي لتشعر به ولأول مرة ،من انتقاء كلماتها من النظرة الوديعة التي تملء عينيها..بين صديقاتها كانت تُعرف بالأم الحنون ..كانت سبب تجمعهن وقضاء الوقت مع بعضهن رغم اختلافهن..كانت أول من يُصالحهن أذا تخاصمن، وأذا صعب الأمر عليها كانت تُعاقبهن بالبعد عنهن ..كانت المستشارة الأولى في قصص حبهن رغم أنها لم تُحب يوماً .وكانت الداعم الأول لهن أن اكتوين بنار الفراق ..مرددة تلك الجملة (هو من خسر أنسانة رائعة مثلكِ) .
مرت السنوات وجاء وقت الخروج من معترك الدراسة إلى معترك العمل ...ولم يتغير من صفاتها الكثير ..ازدادت جمالاً وهيبة اصبحت تعرف كيف تتركُ أثراً في نفوس الناس حتى وأن لم تتبادل معهم أطراف الحديث ..
بدأت تشعر بحاجتها وحاجة قلبها لحبٍ يملئه ...نظرت من حولها ..كانوا جميعاً لا يمتلكون ذلك السَحر القادر على كسر حواجز الحذر المبنية من سنوات داخل قلبها .
إلى أن ساق لها القدر يوماً ما ،من أعتقدت أنه ُ فارسُها .وقدرُها ..من خُلقت من ضلعه .. وكما كانت هي مسحورة به كان هو مسحورا ومشدوهاً لجاذبيتها وهيبتها ..كان يُحبها كثيراً ولكن كان يعلم أن من تطلبه ليكون رفيق عمرها لا يمتلك هو من مواصفاتهِ شيئاً.

سولت له نفسه  أن يكذب :سأكذب في بعض التفاصيل لن يضيرني ولن يُضيرها أن كذبت قليلاً، فحبُها لي سيجبرها على مُسامحتي
مع مرور الوقت بدأت حواجز الحذر تتكسر أما ذلك الحب الجارف ...فقلبها كان منتظراً متعطشاً لحبٍ يسكُنها ويسكُنه ..
والكذبة التي ولدت صغيرة مع الوقت كبرت ..ومعها كبر حبها وحبه .
ومع الوقت أصبح يعرف أن تغفر لهُ  كل الخطايا إلا خطيئة الكذب.

سألته رغم خجلها ألم يحن الوقت لنعلن للعالم عن مايجمعنا من حب ..وأشارت بأستحياء للخاتم الموجود بأصبعها وأدارته بأصابع يدها اليسرى ..توقعت ان يجُن من الفرح ..لكنه لم يستطيع أن يُخفي تعابير الرعب والخوف التي اجتاحت  ملامح وجهه .

لم يكن شيئاً كهذا سيمر أمامها مرور الكرام ..سألته مابك ؟ وقالت
أتعرف كم كان الأمر صعباً ومذلاً ومحرجاً لمجرد أني اضطررت أن  أسألك  متى ؟؟

حاول أن يُجيبها ولكن كأن الخوف سرق صوتهُ .... ساد الصمت حوارهما وأصبح سيده.

شعرت هي بأنها أهدرت كرامتها على الأرض بسؤالها..لكنها كالعادة لم تفقد هيبتها ولا وداعتها ..حاولت أن تُغير الموضوع وكعادتها نجحت في أن تدير الحوار وتنسي نفسها  أنها طرحت هذا السؤال ..لكنه هو لم ينسى .

كان لهم من الأسبوع أيامٌ مقدسة يجتمعون مع بعضهما ..كان يبدو عليه دائماً اللأشتياق بينما هي كانت معتدةً بنفسها لا تُظهر له كم تحمل له من الحب والشوق .
 مر الأسبوع الأول بعد أخر لقاءٍ لهما ولم يظهر .. حاولت أن تواسي نفسها ..لا بد أن يكون مشغولاً سيتصل بعد قليل ..لم يتصل
مر الأسبوع الثاني بدأ القلق يظهلا على مثحياها الذي لم يعرفه يوماً ..اتصلت به فاجئها جوابٌ لم تعتده (هذا الرقم مقفل )
كذبت الاجابة.. أعادة المحاوله  مراتِ ومرات وكانت في كل مرة يصفعها نفس الجواب (هذا الرقم مقفل )

احتارت ماذا تفعل ..فهي لا تملكُ الا اسمه وعنوان سكنه ورقم هاتفه ..هاتفه مقفل ..وسكنه يبعد عنها ساعات ..فا ألى من تلجأ ....
ولو اول مرة تكون هي المحتاجة لأستشارة ومساعدة من أحد ..بحثت في هاتفها عن أسماء صديقاتها ..اتصلت بأحداهن ... لم تقص عليها قصتها .. كانت تخشى أن تشعر بالضعف وتتساقط من عينيها  تلك الدموع ..
طلبت من صديقتها أن تطلب من زوجها أن يسأل عنه بما أنه من نفس المدينة متحججة لصديقتها بأنها شابٌ يُريد خطبتها ..

مرالوقت مروره الروتيني على باقي الناس ..ألا هي كان كأنه دهورٌ من الضياع والالم والاشتياق

وأخيراً ..اتصلت صديقتها ..حاولت أثناء تبادل جمل الترحاب والسؤال عن الاحوال أن تظل هادئة ....
قالت لها صديقتها ..سأل زوجي عن ذلك الشاب :

زاد القلق ومعه دقات قلبها حتى خافت أن يصل صداها إلى صديقتها ...
عزيزتي لايوجد شخصٌ بهذا الأسم
صمت  يسكن المكان
وجوابٌ أشد في وطئته من صفعةٍ من أمٍ غاضبة

تنهدت: متأكدةٌ أنتِ ..طبعاً زوجي ذهب ألى حيّه وسأل هناك لا يوجد شخص بهذا الأسم

بدأت العبرات تخنق صوتها وقلبها.. فأقفلت الخط ...حاولت أن تجد الطريق إلى غرفتها ,,دخلتها.. حضنت وسادتها ..وضعت يدها على فمها محاولة  أن تسكت صوت بكائها ...عبثاً... فلم تكن عينيها من تبيكان فقط ..قلبها و.روحها  ايضاً

وبعد ليالٍ من البكاء ..قررت أن تأخذ بتلك العبارة التي داومة على تكرارها لصديقاتها المكتويات بنار الفراق
 ( هــــــــــــــو من خـــــــــــســــــــــر أنسانة رائعة مثلي)..
.أنا لم أخسر شيئاً
 

 
  

 

الأربعاء، 8 فبراير 2012

على مايبدوا !!

على مايبدوا ياجوليا أن من تغنين له هو حبيبي ..تخيلي وجدته بين ركام ماتبقى من الرجال ..كان يحمل تلك الصفات "دمو خفيف " شكلو ظريف " وجو لطيف وحكيو طريف ومنو سخيف ..نعم ياجوليا وجدته..لن تصدقي مدى تلك السعادة التي تملكتني.. فاأخيراً سكن قلبي أحدهم ..كان حقاً يمتلك عينان لا يخونان وذلك الصوت الرخيم الذي سلبني من أول كلمة  ،معه تخليت عن حذري ..فتحت قلبي للحب تناسيت الخوف من الفراق والخذلان .. لأني كنت موقنه أنه ليس من أشباه الرجال ..مرت الأيام وانتقل الحب إلى مرحلة العشق ..كل صباح كان أول من يُسمعني صوته  كان يغني لي" يسعد صباحك ياحلو"قبل فيروز ..وقبل النوم كان يتمنى لي نوماً يحملُني ويحملُه إإلى عالم الأحلام لتتلاقى أرواحنا هناك..كل ليلة ..
افترقنا ياجوليا رغم كل ذلك الحب 
..لم يخذلني ياجوليا لأجعل من خذلانه سبباً لنسيانه  ولم أخذله، لم نفترق بسبب عنادٍ أو كبرياءٍ.. ..فقط افترقنا لأن أحدهم أراد أن يفني شعبهُ ليبقى ...
سأذهب للقتال ..كان مصمماً  ولم أحاول ثنيه عن قراره لأنه كان من الرجال الرجال ..احسست بالفخر لأنهُ حبيبي ..
لا تحزني أن استشهدت ..كان أول شيء خطر ببالي تلك الكلمة "انتظرني "  ضحك
 ...أسررتُ له بأني أغار من (الحور)  ..ضحك أكثر اانظر للحور وقد أعطاني الله  ماهو أجمل من الحور ..بعد أيام وصلتني تلك الرسالة
يودعني فيها ويتمنى أمنية يرجوا أن أحققها له ..بعثها مع صديق..لا زلت  إلى الآن ..اقرأ هذه الرسالة كل صباح .. أغمرها دائماً بشوق كأنني أغمره ..أتصدقين ياجوليا ماتبقى من حبيبي كان رسالة والكثير من الذكريات
وعلى مايبدو أن اغنيتك كانت المفضله عنده.. دائماً كانت تعلو  وجهه تلك الأبتسامة  عندما يسمعها ..فهو يعلم أنه المقصود ..
الأن أنا مشتاقةُ له لذلك استمعُ إليها .. وبالأمس كنت مشتاقةً له وغداً سأكون مشتاقةً له 

وعلى مايبدو سأكون مشتاقة له للأبد