إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 20 أغسطس 2012

رحلة ..ولادة من جديد



.








 

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

الهبانقة

في أُنــــاس تُذكرك  تعليقاتهم قصراً بـ"هَبَـنَّقة وأنا أتحدث هنا عن بعض الفيسبوكيين الذين يحترفون الهبنقة خصوصاً في الأمور التي تتعلق بالسياسة ، بطريقة تسبب أرتفاعاً في الضغط .. ولأدراك معنى " الهبانقة "..
فسنرجع للتاريخ قليلاً 

فهَبنقَّة هذا رجلٌ عـُرفَ بالحمقِ والغفلةِ حتى صارَ مضْربَ المثلِ فيهما واسمه الحقيقي يزيد بن ثروان
ومن حمقِه أنه كانَ يعلّقُ في عنقِه قِلادة ً من عظام ٍ وودع ٍ وخزفٍ ، فسئل عن ذلك فقال: لأعرف بها نفسي!
وذاتَ ليلة ٍ حوَّلت أمه قلادته إلى عنق ِ أخيه ، فلما أصبح ورآها في عنق أخيه قال: أخي ، أنتَ أنا ، فمن أنا؟؟

 !!
فالقارىء للتحليّل السياسي للفيسبوكيين الليبيين  وتعليقاتهم  يري كم كبير  من " الهبنقة "  ..فعند طرح موضوع يحمل خبراً ..تجد كماً كبيراً من الجهل الذي لا يطاق وفقدان معايير الأختلاف وفقدان معايير العقلانية
..
كذلك من الهبنقة أن يكون تحليلاً لكل شيء مبني على فكرة المؤامرة   ..فمثلاً  عند نشر أحدى الصديقات موضوع تاريخي يتعلق بتاريخ تواجد الفرنسيين في جنوب ليبيا  ..وعن وجود رسومات في أحد الكهوف  وكان هذا الحديث بعد انتصار ثورة فبراير 
وخلال مناقشتنا للموضوع ..علق أحد الهبانقه بما يأتي "  عشان هكي فرنسا عندها مطامع استعمارية في جنوب ليبيا عشان الرسومات !!" 
هناك نادرة اخرى من نوادر هبنقة  او من حماقاته 
 اختصمتْ الطفاوة وبنو راسب ٍ في رجل ٍ كلٌ منهما يدَّعي أنه منهم ، فاحتكما إلى أول رجل يطلع عليهم فكان هبنقة! فلما رأوه قالوا: إنا لله! من طلع علينا! فلما دنا قصوا عليه قصتهم ، فقال : الحكم عندي في ذلك أن يُذهب به إلى نهر البصرة فيُلقى فيه فإن طفا فهو من بني طفاوة ، وإن رسب فهو من بني راسب! فقال الرَّجلُ : إن كان الحُكمُ هذا فقد زهدتُ في الطائفتين

فأنا  كهذا الرجل قد زهدت مطالعة تحاليل البهانقة الفيسبوكيين ...فتعليقاتهم خالية من العقلانية وأقرب للعاطفة الهوجاء التي لا تزن الأمور بميزان العقل وتتمحص وتفكر وتبحث..ولو ذكرت كل تعليق  هبنقي فسأحتاج لتدوينة وتدوينات وحبوب الضغط

لذلك ادعوكم وأنا اول من سيفعل هذا القرار لا للبهانقة في صفحاتنا الزرقاء
ديليت
ديليت
ديليت



الاثنين، 6 أغسطس 2012

لالالا..أنا عقورية !!

حدثت معي حادثة في رحلتي للعمرة ..حيث كنت أُصلي  صلاة العصر في الحرم المكي...وكانت هناك فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات مشطت صفوف المصليات تمشيطاً  كاملاً ..راكضت بينهن  وأضفت جواً من الضحك بين المصليات العربيات ..
وطبعاً لأن أهل مكة أدرى بشعابها عرفت من ملامحها أنها ليبية ..بعد الصلاة أشرت إليها فأتت راكضة ..قسألتها أنت  ليبية ؟؟ ..فكانت الأجابة ...من الفتاة "لالالالالالالالالالالا.أنا  عقورية !!!؟

كان وقع الاجابة صادماً ..متزامنناً مع ضحكه "ترجمتها لا حول ولا قوة إلا بالله " نظرة بعدها للأم وجدتها ضاحكة لأجابة أبنتها ...والتي لو أمنعت التفكير في أجابتها لعرفت أن ابنتها أعطت درساً في التربية القبلية والجهوية ...وللحق سبب صدمتي الأكبر لم يكن أجابة الفتاة على سؤالي بل ظنن مني أن أطفال ليبيا مازالو عقلية غضة لم تلوث بالجهويات والعصبية..وخصوصاً انهم لم يعيشوا مثلنا لعقود في ظل النظام السابق ..ولكن تناسيت أن التربية التي ينالها الطفل في البيت والمحيط الناشىء من خلاله متشبع بتلك النعرات ..
وتزاحمت في داخلي اسئلة تولد اسئلة أخرى ..
هل نستطيع حقاً بناءة وطن بهذه النعرات ؟
هل حقاً صدقنا عندما قلنا "موت موت ياقذافي الشعب الليبي كله خوت " ؟؟
هل سنتوقف يوماً عن استخدام لفظيّ شرقاوي غرباوي ؟؟
هل ندرك حقاً أننا قبل انتمائاتنا القبلية والمناطقية والعرقية أننا ليبييون ؟
بعد استقلال ليبيا بقيادة قادتها التاريخيين وتأسيس المملكة وتمكن الملك من موازنة الأمور التنموية بدأت تلك النعرات تخف وتُطمس ..حدث انقلاب 69 وخلال فترة حكم القذافي عمل وبقوة على هذة النعرات ..ولقلة وعيّ الشعب سار معه في هذا التيار ...ولعل ما نلاحظه من نقاش حول الفيدرالية ..وما خرج منه من التأكيد على سعة الهوة بين الشرق والغرب ووصول النعرات إلى التخوين ..وسير بعض المحسوبين على أهل السياسة في هذا المسار ..اثبت أننا نحتاج الكثير لندرك أننا مواطنين في وطن واحد اسمه ليبيا..ليبيا وبس  
 

الخميس، 31 مايو 2012

مرشدتي


لم يكن لقائنا ..في أحدى المناسبات الليبية ولا جمعتنا "لمة " أحدى الصديقات ،ولم تجمعنا مقاعد الطائرة في رحلة سفرٍ إلى بلدٍ ما .. جمعتنا أحدى المجموعات المنتشرة في فضاء اللاواقع الأجتماعي .. في البداية كنت أظن أنها في العقد الستيني من عمرها ..فتعليقاتها الموزونة  والمتزنة وكلماتها المنتقاه هي التي توحي لك بذلك ..كنت احب نقاشاتها  و  تبهرني قوة حجتها ...

أرسلت لها طلب للصداقة متأملة أنت تقبله وقبلته ..مرة فترة اختفت فيها من ذلك الفضاء 
وبعد فترة من الأختفاء ورجوعها ولأني من المتطفلين الدائمين على صفحتها الشخصية لثرائها ..علمت بأنها كانت تمر بوعكة صحية 

..ارسلت لها رسالة لأطمئن على صحتها .. فردت برسالة أخرى واستمر الحوار عن المرض وعن اخطاء الأطباء وعن تجاربنا في محاولة الشفاء ...
تجرئت وقدمت لها رقم هاتفي إلى الان لا زلت افكر كيف اعطيتها رقم هاتفي رغم اننا منذ ساعات فقط تبادلان  اطراف الرسائل ..ولكن مع الوقت لم اعد افكر بل اصبحت ممتنة لأني قدمت لها رقم هاتفي..
بعدها بيوم واحد  اتصلت بي ..استمر الحديث ساعة كاملة "بالطبع في الفترة التي كنا نتحدث فيها بدون ارصدة" كنت في الغالب ـأنا المستمعه فهناك أناس يجبرونك في حضرتِ حديثهم على الأستماع والاستمتاع . الى اليوم نتحدث مع بعضنا على الأقل 3 مكالمات يومية

هناك اناس يسكنون حياتك ..يحملون بأيديهم  مصابيح مضائه بنور المعرفة .."معرفة نفسك" يركزون النور على  مايؤلمك ...يصفعونك  كصفعة الأم...وقلوبهم تتألم لكن حبهم يُلزمهم أن ينتشلوك من غياهب سجن الوهم والكأبه والبكائيات على جدران الماضي..اذا كانوا يقولون من علمني حرفاً صرت له عبداً ..فكيف بمن يعلمك أن تنظر خلف سور العزلة التي احطت به نفسك ..


هكذا كانت تلك الصديقة بالنسبة ليّ ولا زالت ..اختاً وصديقة ورفيقة ..اتكأ عليها وتتكأ علي ..تصرخ في وجهِ وأصرخ في وجهها ..أفرغ  أحزاني عندها وتفرغ احزانها عندي ..

"بعثت لها برسالة اخبرها أنها من الأشخاص القلائل الذين أثروا في ونسيت أن اكتب في تلك الرسالة:
 شكراًلأنها  جعلتيني جزء من ذاكرتها ......


الخميس، 5 أبريل 2012

مشاوير صباحية

كُل صباح أصعد تلك الحافلة  
أجلس في المقعد الأول خلف السائق مباشرةً 


تبدأ حافلتُنا في المسيّر..متهاديةً تصعد تارة وتهبط تارة أخرى... ترتطم بحجرٍ أو تنزلُ في حفرةٍ ظهرت في الطريق مُعلنةً هرمها ونفاذ صبرِها ..
ومع سوء الطريق  
يُشّعلُ السائق أول سيجارةٍ..معلناً سخطهُ بنفخ دُخانها في وجه المرايا المواجهة له  
يفتح النافذة حتى لا يزعجنا برائحة  الدخان
ولكن عبثاً....
تأبي الرَّيُح الغَاضِبةُ  إلا أن تُرَّجع دخان السيجارة إلى الداخل
وكأنها  تُعلن هي ايضاً سخطها لكن على من وعلى ماذا  ..لست أدري ؟؟


يقود السائق حافلتُه بين طرقات المدينة المتعبة  
وتظل الريح الغاضبة تَهُزُ جوانب الحافلة ....كطفلٍ صغير يهز علبةً معتقداً بوجود هديةٍ ما بداخلها ...


ينعطفُ  سائق الحافلة بها ...تارةً يميناً وتارة يساراً
يقف على بيت يقعُ في ناصية الطريق
يحاولُ أطلاق الزمور
يضغط بأصابعه على موضعه المعاوم  ..لا صوتاً يُسمع ..يضَّربُ بقبضتهِ السمراء الخشنه.. مرة واثنتين ..
والزمور صامتٌ كصمت الموتى..!!!


ضجيج المَحرك ..يعلوا بوتيرةً متصاعدة 
 فتنتبه الفتاة... فتخرج ..حاملة في يدها بعض الكتب وغصناً من الأكليل..تشمه ثم ترميهِ على الرصيف.. 


أكمل سائقنا سيجارته الأولى وأشعل الثانية


لا زلتُ جالسةً خلفه مباشرة ...أشتم رائحة الدخان ..وأراهَ
كسحابةُ بيضاء تحجب الرؤيا 
وكأنهُ  شيٌْ كان يَنقُصنِي  ...
فمنذ الصباح ....و بصيرتي ايضاً  يرسُوا فيها ضباب الأفكار المتضادة


بعد أن جمعنا من راكبات الحافلة ..ما كُتب في ورقةِ مواعيد الذهاب ..
رماها سائقنا من نافذته كمن  يرمي من ذاكرتهِ  ذكرى  ..صاحب  السهاد من أجلها .
ذكرى كان لها أثر النحات الذي ينحت  ملامح التعب والحزن على وجوهِ تماثيلهِ 


طريقنا القادم ..لا وجود للأنحناءات فيه فقد خرجنا من تلك المدينة المتعبة 


طريقٌ مستقيم


والطُرقُ المستقيمة تَحمِلُ معها صفاءاً للأفكار ورحلة تأمُلٍ مجانية ..


يمضي الطريق كله .وأنا لا ُأشيح بنظري عن النافذة المجاورةٍ لي
أتُكي برأسي على زجاجها البارد
أرمي بناظري على الجانب الأيسر من الطريق 


 لا يخلوا الطريقٌ من تداخل الألوان ..ومع ازدياد سرعة الحافلة وارتفاع ضجيجها واختلاط ضحكات الفتيات بصوت المسجل الذي غالباً مايصدح بموسيقى ركيكة الذوق !!


رغم كل ذلك ..
يكون الصمت الذي يحيط بي صمتاً لا يشبه أي صمت !!!
ومع سيرنَّا في ذلك الطريق 
يبدأ الضبابُ الراسي في بصيرتي يتلاشى رويداً رويداً 
وتستقيم الأفكار في صفوفٍ متتالية يدعم بعضها بعضاً كستقامتي طريقنا هذا ....أصبحت الرؤيا أوضح


وصلنا إلى مبتغانا ..فُتِح باب الحافلة نزلت الفتيات وأنا معهن


وتركنا سائق حافلتنا ينفخُ دُخان سيجارتهِ الثالثه................
                                                                                                   يتبع

الاثنين، 19 مارس 2012

أنا هُنّا

أنا هنّا ..مزروعة فيك ..رغماً عنّك لن تستطيع نسياني
وكيّف تنسانى ...... ..
فالنسيان مجرد وهمٍ ..أوهمهُ العشاق المثقلون بخيبة الفراق لأنفسهم ..
فأنا في ذاكرتك بداية السعادة وبداية الحزن..وأنا أول ربيعٍ سكن روحك الخريفية .
محاولاً النسيان ...
ستهاجر من تلك الأماكن التي حملت ذكرياتنا ظنن منك بأن هجرانك لها سينسيك بقايا طيفٍ عالقاً في زوايا أيامك
هاجر كما شئت ..وأينما شئت .
ستمر الأيام في رحلة هجرانك مثقلة بطيفي 
ستحملني معك في... حقيبة السفر.. في عطرك ...في  فنجان القهوة... في صوت فيروز. في رنة الهاتف... وتنبيةالرسائل ...
في ماتبقى من ضحكك.. 
 وفي دموع الحنين التي ستذرفها كلما تذكرتني
ستحاول أن تداوي خيبتك بعشق آخر ..
اعشق مرة ومرتين وعشراً ...لا يوجد امرأة في الدّنيا تُزاحمني
فالحب الأول نقشُ في القلب لا تمحوه الأيام ..
وحتى أن امتد لوجهك مد الشيخوخة وأغورت عيناك واكتسب شعرك الناعم لون التلج ..
ورزقت بأحفاداً  يلعبون بين يديك
سأظل أنّا خيبتك الكبرى .
وكلما أغمضت عينّك  سترى سرباً من الذكريات التي جمعتنا تحلق في سماء وحدتك ...
 ولكن هذه المرة لن تحمل حقيبتك محاولاً الهرب منها .
ستفتح عيناك المتعبتين والدمع  حائرُ  داخلها.. مدركاً
أني
 أنا والنسيان لا نلتقي ابداً .
.فأنا أمراةُ لا تنسى  .!! 








الأربعاء، 29 فبراير 2012

سيدة اللحظة


للعاشقين عند الوداع ....طقوسُهم
أولها صمتهم
ففي الصمت تتوقف الكلمات عن ترديد  صداها ...فلم تعد هي سيدة اللحظة  ..
هناك لغة أخرى تجتاح المكان
تُخبر المارين ممن يفهمون لغة الصمت
أن في هذه اللحظة ..قد فُصل قلبُ عن جسد
ليُحيلهُ  إلى تجويفٍ خاوي ... لا روح فيه
تخبرنا العيون
ما عجزت عن إيصاله قواميسٌ من الكلمات
تُخبرنا
أن الحب  مهما كبر ...فأن لحظة شكٍ واحده كفيلةٌ  أن تقتله
أن خذلان الحبيب لنا
يُشًيع روح الغفران لزلاته في  مقابر الخيبة
تُخبرنا
كيف تُصبح ذكرياتٌ لطالما أسعدتنا ..
بين ليلة وضحاها
ذكرياتٍ تستدعي أسرابً من النوح والبكاء
كيف يصبح الشوق لمن أحببنا
كقيدٍ   يسجُنُ  الروح
لتظل سامرتً   ..محكومٌ عليها أن تُعيد تلك اللحظة
لحظة الوداع
مراراً وتكراراً وتتجرع مُرّها
........
في آخر الثواني الراكضة في لقائهم
         حين يُدير الحبيب ظهره لمن أحبته
يسودُ صمتٌ ثانً !!
فهناك لغةٌ أخرى ..تجتاح الصمت
دمعةُ تسقط لتحتضن رصيف المارة
فتبعثرُ الصمت المطبق
عبثاً تحاول العين أن تمنعها
متناسية أنها آخرُ طقوس الوداع
متناسية أنها .الآن .......سيدةُ اللحظة



الأربعاء، 22 فبراير 2012

لم أخسر شيئاً

رغم عمرها المزين بأربعةٍ وعشرين  ربيعاً .كانت دائمة الهدوء من يراها لأول مرة، يشعُر أمامها بالرهبة وبقوة شخصيتها،ولكن ذلك الشعور كان بلمح البصر يختفي عندما تبتسم .ليزيل كل ذلك الخوف والقلق ويُسكن مكانه الراحة والطمأنينة ، كانت من الأشخاص الذين تشعر بقربهم برغبة تجتاحُك للتحدث أليهم لترمي همومك  وأحزانك  على كتفها ، وأنت على يقين أنه لن يغير من وداعتها ولا هيبيتها شيئاً ولن يُعكر صفو روحها المتفائلة  ،كانت تُشعرك أن المصائب والهموم أمامها   إلا كهبت ريحاً قوية أرجعتها خطوة للخلف ومالبثت إلا ان عوضتها بعشر خطوات إلى الأمام .
كانت تملك من الحنان مايكفي لتشعر به ولأول مرة ،من انتقاء كلماتها من النظرة الوديعة التي تملء عينيها..بين صديقاتها كانت تُعرف بالأم الحنون ..كانت سبب تجمعهن وقضاء الوقت مع بعضهن رغم اختلافهن..كانت أول من يُصالحهن أذا تخاصمن، وأذا صعب الأمر عليها كانت تُعاقبهن بالبعد عنهن ..كانت المستشارة الأولى في قصص حبهن رغم أنها لم تُحب يوماً .وكانت الداعم الأول لهن أن اكتوين بنار الفراق ..مرددة تلك الجملة (هو من خسر أنسانة رائعة مثلكِ) .
مرت السنوات وجاء وقت الخروج من معترك الدراسة إلى معترك العمل ...ولم يتغير من صفاتها الكثير ..ازدادت جمالاً وهيبة اصبحت تعرف كيف تتركُ أثراً في نفوس الناس حتى وأن لم تتبادل معهم أطراف الحديث ..
بدأت تشعر بحاجتها وحاجة قلبها لحبٍ يملئه ...نظرت من حولها ..كانوا جميعاً لا يمتلكون ذلك السَحر القادر على كسر حواجز الحذر المبنية من سنوات داخل قلبها .
إلى أن ساق لها القدر يوماً ما ،من أعتقدت أنه ُ فارسُها .وقدرُها ..من خُلقت من ضلعه .. وكما كانت هي مسحورة به كان هو مسحورا ومشدوهاً لجاذبيتها وهيبتها ..كان يُحبها كثيراً ولكن كان يعلم أن من تطلبه ليكون رفيق عمرها لا يمتلك هو من مواصفاتهِ شيئاً.

سولت له نفسه  أن يكذب :سأكذب في بعض التفاصيل لن يضيرني ولن يُضيرها أن كذبت قليلاً، فحبُها لي سيجبرها على مُسامحتي
مع مرور الوقت بدأت حواجز الحذر تتكسر أما ذلك الحب الجارف ...فقلبها كان منتظراً متعطشاً لحبٍ يسكُنها ويسكُنه ..
والكذبة التي ولدت صغيرة مع الوقت كبرت ..ومعها كبر حبها وحبه .
ومع الوقت أصبح يعرف أن تغفر لهُ  كل الخطايا إلا خطيئة الكذب.

سألته رغم خجلها ألم يحن الوقت لنعلن للعالم عن مايجمعنا من حب ..وأشارت بأستحياء للخاتم الموجود بأصبعها وأدارته بأصابع يدها اليسرى ..توقعت ان يجُن من الفرح ..لكنه لم يستطيع أن يُخفي تعابير الرعب والخوف التي اجتاحت  ملامح وجهه .

لم يكن شيئاً كهذا سيمر أمامها مرور الكرام ..سألته مابك ؟ وقالت
أتعرف كم كان الأمر صعباً ومذلاً ومحرجاً لمجرد أني اضطررت أن  أسألك  متى ؟؟

حاول أن يُجيبها ولكن كأن الخوف سرق صوتهُ .... ساد الصمت حوارهما وأصبح سيده.

شعرت هي بأنها أهدرت كرامتها على الأرض بسؤالها..لكنها كالعادة لم تفقد هيبتها ولا وداعتها ..حاولت أن تُغير الموضوع وكعادتها نجحت في أن تدير الحوار وتنسي نفسها  أنها طرحت هذا السؤال ..لكنه هو لم ينسى .

كان لهم من الأسبوع أيامٌ مقدسة يجتمعون مع بعضهما ..كان يبدو عليه دائماً اللأشتياق بينما هي كانت معتدةً بنفسها لا تُظهر له كم تحمل له من الحب والشوق .
 مر الأسبوع الأول بعد أخر لقاءٍ لهما ولم يظهر .. حاولت أن تواسي نفسها ..لا بد أن يكون مشغولاً سيتصل بعد قليل ..لم يتصل
مر الأسبوع الثاني بدأ القلق يظهلا على مثحياها الذي لم يعرفه يوماً ..اتصلت به فاجئها جوابٌ لم تعتده (هذا الرقم مقفل )
كذبت الاجابة.. أعادة المحاوله  مراتِ ومرات وكانت في كل مرة يصفعها نفس الجواب (هذا الرقم مقفل )

احتارت ماذا تفعل ..فهي لا تملكُ الا اسمه وعنوان سكنه ورقم هاتفه ..هاتفه مقفل ..وسكنه يبعد عنها ساعات ..فا ألى من تلجأ ....
ولو اول مرة تكون هي المحتاجة لأستشارة ومساعدة من أحد ..بحثت في هاتفها عن أسماء صديقاتها ..اتصلت بأحداهن ... لم تقص عليها قصتها .. كانت تخشى أن تشعر بالضعف وتتساقط من عينيها  تلك الدموع ..
طلبت من صديقتها أن تطلب من زوجها أن يسأل عنه بما أنه من نفس المدينة متحججة لصديقتها بأنها شابٌ يُريد خطبتها ..

مرالوقت مروره الروتيني على باقي الناس ..ألا هي كان كأنه دهورٌ من الضياع والالم والاشتياق

وأخيراً ..اتصلت صديقتها ..حاولت أثناء تبادل جمل الترحاب والسؤال عن الاحوال أن تظل هادئة ....
قالت لها صديقتها ..سأل زوجي عن ذلك الشاب :

زاد القلق ومعه دقات قلبها حتى خافت أن يصل صداها إلى صديقتها ...
عزيزتي لايوجد شخصٌ بهذا الأسم
صمت  يسكن المكان
وجوابٌ أشد في وطئته من صفعةٍ من أمٍ غاضبة

تنهدت: متأكدةٌ أنتِ ..طبعاً زوجي ذهب ألى حيّه وسأل هناك لا يوجد شخص بهذا الأسم

بدأت العبرات تخنق صوتها وقلبها.. فأقفلت الخط ...حاولت أن تجد الطريق إلى غرفتها ,,دخلتها.. حضنت وسادتها ..وضعت يدها على فمها محاولة  أن تسكت صوت بكائها ...عبثاً... فلم تكن عينيها من تبيكان فقط ..قلبها و.روحها  ايضاً

وبعد ليالٍ من البكاء ..قررت أن تأخذ بتلك العبارة التي داومة على تكرارها لصديقاتها المكتويات بنار الفراق
 ( هــــــــــــــو من خـــــــــــســــــــــر أنسانة رائعة مثلي)..
.أنا لم أخسر شيئاً
 

 
  

 

الأربعاء، 8 فبراير 2012

على مايبدوا !!

على مايبدوا ياجوليا أن من تغنين له هو حبيبي ..تخيلي وجدته بين ركام ماتبقى من الرجال ..كان يحمل تلك الصفات "دمو خفيف " شكلو ظريف " وجو لطيف وحكيو طريف ومنو سخيف ..نعم ياجوليا وجدته..لن تصدقي مدى تلك السعادة التي تملكتني.. فاأخيراً سكن قلبي أحدهم ..كان حقاً يمتلك عينان لا يخونان وذلك الصوت الرخيم الذي سلبني من أول كلمة  ،معه تخليت عن حذري ..فتحت قلبي للحب تناسيت الخوف من الفراق والخذلان .. لأني كنت موقنه أنه ليس من أشباه الرجال ..مرت الأيام وانتقل الحب إلى مرحلة العشق ..كل صباح كان أول من يُسمعني صوته  كان يغني لي" يسعد صباحك ياحلو"قبل فيروز ..وقبل النوم كان يتمنى لي نوماً يحملُني ويحملُه إإلى عالم الأحلام لتتلاقى أرواحنا هناك..كل ليلة ..
افترقنا ياجوليا رغم كل ذلك الحب 
..لم يخذلني ياجوليا لأجعل من خذلانه سبباً لنسيانه  ولم أخذله، لم نفترق بسبب عنادٍ أو كبرياءٍ.. ..فقط افترقنا لأن أحدهم أراد أن يفني شعبهُ ليبقى ...
سأذهب للقتال ..كان مصمماً  ولم أحاول ثنيه عن قراره لأنه كان من الرجال الرجال ..احسست بالفخر لأنهُ حبيبي ..
لا تحزني أن استشهدت ..كان أول شيء خطر ببالي تلك الكلمة "انتظرني "  ضحك
 ...أسررتُ له بأني أغار من (الحور)  ..ضحك أكثر اانظر للحور وقد أعطاني الله  ماهو أجمل من الحور ..بعد أيام وصلتني تلك الرسالة
يودعني فيها ويتمنى أمنية يرجوا أن أحققها له ..بعثها مع صديق..لا زلت  إلى الآن ..اقرأ هذه الرسالة كل صباح .. أغمرها دائماً بشوق كأنني أغمره ..أتصدقين ياجوليا ماتبقى من حبيبي كان رسالة والكثير من الذكريات
وعلى مايبدو أن اغنيتك كانت المفضله عنده.. دائماً كانت تعلو  وجهه تلك الأبتسامة  عندما يسمعها ..فهو يعلم أنه المقصود ..
الأن أنا مشتاقةُ له لذلك استمعُ إليها .. وبالأمس كنت مشتاقةً له وغداً سأكون مشتاقةً له 

وعلى مايبدو سأكون مشتاقة له للأبد

الأحد، 22 يناير 2012